انعقدت في العاصمة البريطانية يوم الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني جلسة استماع جديدة في قضية مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج الذي تطالب السويد بتسليمه للاشتباه بارتكابه جريمة الاغتصاب الجنسي. وقد أُعلن خلال الجلسة ان أسانج سيبقى في لندن حتى استئناف جلسات الاستماع المقرر انعقادها يومي 7 و8 فبراير/شباط المقبل.
من جهة أخرى، أعلن محامو أسانج أن الولايات المتحدة تعدّ طلبا بشأن ترحيل أسانج من أجل محاكمته لنشره وثائق سرية خاصة بمراسَلات وزارة الخارجية الامريكية.
وكان جوليان أسانج قد اعتقل يوم 7 ديسمبر/كانون الاول الماضي في لندن بطلب من السويد ووُضع في السجن، ثم تم الافراج عنه بكفالة يوم 16 من الشهر نفسه. ومنذ ذلك الحين يمكث أسانج في بيت ريفي لصديقه رجل الاعمال فون سميث شرقي العاصمة البريطانية.
وعقدت جلسة استماع اليوم استغرقت عشر دقائق في محكمة بلدية بيلمارش باقليم غرينتش جنوب شرقي لندن. وتناولت جلسة الاستماع الحالية القضايا الاجرائية، ومن المقرر ان تجري جلسات استماع اخرى يومي 7 و8 فبراير/شباط المقبل.
وكان جوليان أسانج قد أعلن في حديث نُشر يوم الاثنين 10 يناير/كانون الثاني ان مؤسسة "ويكيليكس" تفقد كل أسبوع نحو نصف مليون يورو جراء العقوبات المالية المفروضة عليها بعد نشر وثائق وزارة الخارجية الامريكية. وأفادت المؤسسة بأن مصدر دخلها الوحيد كان التبرعات. وقد رفضت منظومتان عالميتان للمدفوعات هما "Visa" و"Master Card" وكذلك منظومة مدفوعات "PayPal" وعدد من البنوك الامريكية في الشهر الماضي اجراء التحويلات المالية الى "ويكيليكس".
كما صرح أسانج الاسترالي الجنسية بأنه ينظر في احتمال نقل نشاط مؤسسته الى استراليا أو سويسرا. ولم يؤكد مؤسس "ويكيليكس" المعلومات حول نيته طلب اللجوء السياسي في سويسرا وأضاف ان مناقشة هذا الموضوع محظور عليه وفقا لشروط الافراج عنه بكفالة.
وقال أسانج أيضا ان الصعوبات المالية أرغمته على توقيع عقد بخصوص نشر المذكرات. الا انه نفى الأنباء القائلة انه قد حصل على الأتعاب. وأعلن أسانج انه سينال في غضون العامين القادمين 1.1 مليون جنيه استرليني (أكثر من 1.5 مليون دولار) على نشر كتاب مذكراته في حال توزيع نسخ الكتاب بصورة جيدة. ومن المنتظر أن يظهر الكتاب في محلات الكتب في أبريل/نيسان المقبل.
هذا وستصدر دار نشر صحيفة "غارديان" البريطانية التي نشرت وثائق مؤسسة "ويكيليكس" يوم 10 فبراير/شباط القادم أول كتاب مكرس لأسانج وتاريخ مؤسسته منذ تأسيسها عام 2006. وتم تأليف الكتاب بالتعاون بين ديفيد لي رئيس قسم التحقيقات في صحيفة "غارديان" وليوك هاردينغ مراسل الصحيفة في موسكو.
ونقلت وسائل اعلام بريطانية ان أسانج وقع عقدا مع شركة تعمل في مجال العلاقات العامة يرأسها الخبير الذي اشتهر في هذا المجال مارك بوركوفسكي. ومن شأن هذه الشركة تحسين سمعة "ويكيليكس" ومؤسسها، حيث سوّدتها مؤخرا وسائل الاعلام التي وجهت لأسانج تهما بأنانيته وقحة تصرفاته تجاه النساء. بدوره ينفي أسانج الاتهامات بأعمال الاعتداء الجنسي التياقامتها ضده امرأتان سويديتان ويقول انهما أقامتا علاقات غرامية معه طوعا.